وكم لي في النسيم إليك شكوى ... أضمنها اشتياقي والغراما
وكم فيها تحيات لطاف ... حكت أنفاسها ريح الخزاما
تجانس فعل أجفاني وقلبي ... فتلك همت، وهذا فيك هاما
فنار القلب ليس لها خمود ... ودمع العين قد فاق الغماما
وأما الحال لست أطيل فيها ... شروحاً مل سامعها الكلاما
بليت بعكس آمالي وظني ... وحظ عنده تنسى الظلاما
وعيش ضاق فاتسعت همومي ... وكان فراق مولانا تماما
يقبل الأرض، وينهي بعد سلام اتسم برقه، وارتسم برقه، وشوق منع طرفه القريح لذة الهجوع، ووحشة علمت جفنه كيف تجري الدموع، وأسف خيم بين المنحنى من الضلوع، ووجد يشب له جمر الفؤاد، كلما أضاء له البرق اللموع، وورود المثال العالي فقبل كل حرف منه ألفا، وصاغ لجيده ورأسه وأذنه عقداً وتاجاً وشنفا، يا له من أفق فضل كلما غاب بدر أطلع شمسا، وبحر أدب إن أعطى سائله لؤلؤاً رطبا قذف بعده دراً نفيساً، وغادة فضح الغزالة نورها، وتحية فضح قلائد العقيان منثورها.
غريبة تؤنس الآداب وحشتها ... فما تمر على سمع فترتحل