قلت: الشيخ رحمه الله تعالى أخذ هذا من قول الأول:
ألا يا سارياً في بطن قفر ... ليقطع في الفلا وعراً وسهلا
قطعت نقا المشيب وبنت عنه ... وما بعد النقا إلا المصلى
قلت: ولكن شيخنا العلامة رحمه الله تعالى زاد عليه المنحنى، وهي زيادة مليحة، زيادة من له ذوق، ولو كان لي في قوله حكم لقلت: " ومن وصل المنحنى والنقا " وهو أحسن، وكذا في قول الأول لكان في حكم لقلت: " ليقطع في المدى ".
وكتب شيخنا الذهبي رحمه الله تعالى إلى شيخنا العلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي، ولعله آخر شعر نظمه:
تقي الدين يا قاضي الممالك ... ومن نحن العبيد وأنت مالك
بلغت المجد في دين ودنيا ... ونلت من العلو مدى كمالك
ففي الأحكام أقضانا علي ... وفي الخدام مع أنس بن مالك
وكابن معين في حفظ ونقد ... وفي الفتوى كسفيان ومالك
وفخر الدين في جدل وبحث ... وفي النحو المبرد وابن مالك
تشفع بي أناس في فراء ... لتكسوهم ولو من رأس مالك
لتعطى في اليمين كتاب خير ... ولا تعطى كتابك في شمالك
ثم إنه استطرد إلى مديح ولده قاضي القضاة تاج الدين، فقال بعد ذلك:
والمذهبي إدلال الموالي ... على المولى لحلمك واحتمالك
وأنشدني من لفظه لنفسه:
لو أن سفيان على حفظه ... في بعض همي نسي الماضي
نفسي وعرسي ثم ضرسي سعوا ... في غربتي والشيخ والقاضي