للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى مصر صحبة جدتهما، فأكرم نزلها إكراماً لقومها، وأعطي ابنه الأكبر سبعين فارساً، فمات في مصر قبل خروجهم. فسبحان من يقرب الآجال، ويقطع الآمال.

وترك الملك الأفضل - رحمه الله تعالى - عليه من الدين على ما بلغني ممن له اطلاع على حاله فوق الألفي ألف درهم.

وكان الأمير سيف الدين تنكز قد حنا عليه آخراً حنواً كثيراً، وأراد السلطان أن يعزله عن حماة فتوجه تنكز إلى مصر، وشفع فيه، ولما أمسك تنكز تعب بعده، ولزمته مغارم كثيرة، وكثرت الشكاوى عليه، وقل ناصره فتضعضعت أحواله، واختلت أموره، وكان الموت فجاءة آخر خموله - نعوذ بالله من الخمول -.

وقال شاعره وشاعر أبيه جمال الدين محمد بن نباتة يرثيه وأنشدنيها من لفظه:

تغرب عن مغنى حماة مليكها ... وأودى بها من بعد ذاك مماته

وما مات حتى مات بعض نسائه ... بهم وكادت أن تموت حماته

وقال فيه أيضاً قصيدة منها:

بكى الشعر أيام المنى والمنائح ... ففي كل بيت للثنا صوت نائح

ولما ادلهمت صفحة الأفق بالأسى ... علمنا بأن الشهب تحت الصفائح

حيا المزن أسعدني على فقد سادتي ... بدمع كجدواهم على الخلق سافح

<<  <  ج: ص:  >  >>