للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأرجو الله أن يوليك رحمى ... ومن إحدى عطاياه الدوام

فلا تبعد فنحن عليك وفد ... وغايتنا لهذا والسلام

وأورد الكمال الأدفوي في آخر ترجمة الأمير ناصر الدين، وأظن ذلك في نظم كمال الدين المذكور فيه:

أبكي عليك بدمعة كتبت على ... صفحات خد للكئيب سطورا

تجري من العين التي أنشأتها ... ما زال من إحسانه مسرورا

سالت عقيقاً فاستحالت عندما ... شابت فصارت لؤلؤاً منثورا

قلت: العين وإنسانها لا يوصفان بسرور البتة، وإنما السرور من صفات القلب.

وأنشدني من لفظه لنفسه - رحمه الله تعالى - لما أخرج السلطان الملك الناصر محمد خليل بن بلغدار إلى الشام بسببه، وكان له إليه ميل عظيم:

ومن حيثما غيبت عني ظاهراً ... وسرت على رغمي وفارقتني قسرا

أقمت ولكني وعيشك آيس ... من الروح بعد الخل أن تسكن الصدرا

فكم عبرة للعين أجريتها دماً ... وكم حرق في القلب أذكيتها جمرا

لعل الذي أضحى له الأمر كله ... على طول ما ألقاه يحدث لي أمرا

وأنشدني من لفظه لنفسه في المذكور، اهتدم قول:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... وحولي ... إذخر وجليل

وهل أردن يوماً مناهل جلق ... ويبدو لعيني شامة وخليل

<<  <  ج: ص:  >  >>