ويا لكتابة كالدر لما ... يؤلفه على النحر انتظام
وكان يرام في بذل العطايا ... وأما في الجدال فما يرام
ولم نر في الزمان له شبيهاً ... وإن كثر التجمل والكلام
أيا من في الرقاب له أياد ... هي الأطواق والناس الحمام
لئن عمت مصيبتك البرايا ... وصار بها على الدنيا ظلام
فكم حسنت بك الأوقات حتى ... كأنك في فم الدنيا ابتسام
ستندبك المواكب كل يوم ... ويبكيك المثقف والحسام
لأنك ما شهدت الحرب إلا ... تعالى الجيش وانحط القتام
فلو تفدى بذلنا كل نفس ... لأن حلال بقيانا حرام
ولو رد الردى حرب لشبت ... وكان وقودها جثث وهام
وكف الخطب عنك كفاة أهل ... هم في الروع أمجاد كرام
أب وأخ هما ليثا عرين ... إذا ما كان للحرب اصطلام
يعز عليهما أن بت فرداً ... وجالت في محاسنك الهوام
وما تركاك رهن الترب عندا ... ولكن معدن الذهب الرغام
فنم فلو افتقرت لفعل بر ... لأعطوك الذي صلوا وصاموا
وما تحتاج عند الله قربى ... مواهبه لنا أبداً جسام
فللرحمن لطف واعتناء ... بمن بالعلم كان له اعتصام
فكم أذريت خوف الله دمعاً ... غمائمه إذا انهلت سجام
قضيتك بالوفا حقاً أكيداً ... لأن بصحبة يجب الذمام
سأجعل طيب ذكرك لي سميراً ... ومن يعشق يلذ له الغرام