للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويفنى وجداً، ويستحضر في هذه الحالة ما يناسبها من شعر الشريف الرضي ومهيار وابن المعلم، ومتيمي العرب جملة يترنم بها ويراسل بذلك، ويعاتب.

وخرج له شهاب الدين أحمد الدمياطي أربعين حديثاً، وحدث بها قبل موته، وأثنى عليه الفاضل كمال الدين الأدفوني في تاريخه: " البدر السافر " ثناء كثيراً.

ولما بلغتني وفاته - رحمه الله تعالى - وأنا بدمشق قلت أرثيه، وضمنت القصيدة أعجاز أبيات قصيدة أبي الطيب:

هي الأيام ليس لها ذمام ... وليس لها على عهد دوام

نصبنا للردى غرضاً فأصمت ... حشانا من رزاياه السهام

وما بعد الرضاع وذاك حق ... تبين عندنا إلا الفطام

نسير على مطايا للمنايا ... وفي كف الزمان لها زمام

إذا متنا تنبهنا لهول ... نرى أن الحياة هي المنام

ألم تر كيف عاث الدهر فينا ... وأودى ناصر الدين الهمام

فشق الرعد جيب السحب لما ... تلهب برقها وبكى الغمام

فيا أسفاً لوجه كان يبدو ... فيستحيي له القمر التمام

وبالشمائل كم هام فيها ... فؤاد ما يسليه المدام

ويا لخلائق كالروض لما ... تفتح عن أزاهره الكمام

ويا لفضائل قلنا لديها ... أفدنا أيها الحبر الإمام

<<  <  ج: ص:  >  >>