للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن تمسك في قول بظاهره ... تخضع له الشهبات الفلسفيات

نقول إلا إذا ما كان حاضرنا ... فهو الخطيب ومنا نحن إنصات

وإن أدار على قرطاسه قلماً ... فباطن الطرس أنهار وجنات

عن كل همز سما في سطره ألفاً ... فقل غصون بأعلاها حمامات

يكاد من عبارات يسطرها ... تبدو لها من حمام الهمز رنات

نظم يروق ومعناه يرق لنا ... فاللفظ كأس له المعنى سلافات

يا شاكي الزمن الجاني استجر كرماً ... به فللدهر من نعماه ردات

وسوف يغفر للأيام زلتها ... وتنجلي ظلمات أو ظلامات

فما سمي النبي الهاشمي له ... بدع إذا انكشفت عنك الغيابات

لقد سما والورى من دون رتبته ... ولم تزل تفضل الأرض السماوات

خلائق مثل أنفاس الرياض إذا ... مرت بأزهارها ليلاً نسيمات

وجود كف كأن الفقر قفر فلاً ... تهمي على عطش منه غمامات

من معشر قد سها طرف السهى لهم ... عليه من مجدهم ترخى الذؤابات

لا زال في نعم أنفاس لذتها ... في كل ناد لها بالند نفحات

فكتب هو الجواب إلي عن ذلك:

أوراق نظمك للأبصار روضات ... فيها لغر المعاني منك زهرات

يا ناظماً نزلت زهر السماء له ... كانت بروجاً فأضحت وهي أبيات

وفاضلاً لا يفض الله خالقنا ... له فما منه للدنيا كمالات

ترجلت لك فرسان القريض وولوا منك خوفاً كأن القوم أموات

كل بفضلك أمسى وهو معترف ... وليس يقوى لعصف الريح نسمات

يروي الأنام حديث الفضل عنك وقد ... علت لهم منك في ذاك الإجازات

ومن يعاند فيما رحت أذكره ... عما حويت من العليا فقل هاتوا

<<  <  ج: ص:  >  >>