أدَيته من مجر علم له ... ذخائر والقلب منها يهيم
موَّهتَ معناه فتم العنا ... والبدر يسبي منه تاء وميم
وكتب إليَّ وقد انقطعتُ عن الديوان، وهو ضعيفُ:
أصبحتُ في الديوان وحدي في عنا ... وأذى أراه بخاطري وبعيني
كُنَّا به مستأمنين ولفظنا ... من لطفه يدعى بذي السجعين
وبه صلاح لم يزل مع علمه ... تروى معاليه على السمعين
فنأى فصراُ على البلى مستوقفاً ... أبكي على ما فات بالدمعين
وبلوت أقواماً لبستُ لأجل ما ... أخشاه من تنكيدهم درعين
فكتبتُ أنا الجواب إليه:
حاشاك تصبح في عنىً أو في ضنىً ... نفسي فداؤك في الردى من ذين
والقصد أن تمسي وتصبح دائماً ... في صحةٍ ثبتت قرير العين
فإذا سلمت ودُمت لي ما ضرني ... من رحت أفقدُه من الحيين
أدري محبتك التي صحت وما ... رُمينُ بشيء في الوفا من شين
من صدق ودِّك تشتهي وتودُّ لو ... أصلحتَ ما بين الزمان وبيني
ما هذه الفتن التي إن أُخمِدت ... نار أجدَّت بعدها نارين
فكأنها الفتنُ التي يُحكى لنا فيما مضى من فتنة الحكمين
ألقى العدى وحدي وما درعي سوى ... صبرٍ تتناهَبَه ظُبى الجمعين
يا دهر كفّ فقد كفيتُ فما أنا ... كابن الزبير ولا أبي السبطين