للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأصناف التي لا يلتئم اجتماعها وريعها بالهلاك مأهول، وأهم ما عندك خبر الخبز فأمتع العيون ببدور رغفانه ووجوه لجين عجينه الذي تتلون في النار خدود عقيانه، وانظر في جليل أمره ودقيقه، وقف على مبتدأ حبه وخبز دقيقه. وانته إلى غاية أمره إذا خرج من النار المسعره، واقصد العدل كمن عمل معدلة وسعره، وغش البواطن فاستعن بالله على إزالته، وصلاح فساده وإحالته، لأن ما أمره مغيب يتوقف في أمره ويستراب، والداء القاتل أكثر ما يكون من الطعام والشراب. إلى غير ذلك مما يطول شرحه، ويضيق هذا المقام فلا يتوسع فيه سرحه. وأنت بتفصيل الوصايا جد بصير ولو قيل لك قليل كان عندك منه علم كثير.

وتقوى الله تعالى حلية لكل راع، وزينة لكل فاضل انعقد عليه الإجماع. فلتكن عين جمالك وحاجب جلالك، والله يوفق مسعاك. ويحفظك ويرعاك.

والخط الكريم أعلاه الله تعالى أعلاه حجة في ثبوت العمل بمقتضاه. والله الموفق بمنه وكرمه إن شاء الله تعالى.

ثم إنه أقام في الحسبة إلى أن وصل القاضي عماد الدين بن الفرفور على الوظيفة في أوائل سنة إحدى وخمسين، فتوجه ابن إمام المشهد إلى الديار المصرية، ومعه زوجته الحموية، وكان قد غرم عليها جملةً إلى أن مات ما يقارب المئتي ألف درهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>