للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا بن الوكيل، وهذا بقرينة تجريد المرهف تهديد، فقلب الجرجاني، وقال بموجبه، ونقله الى التمليك، فأخذه صدر الدين، وأتى به واضحاً جلياً صريحاً ظاهراً، ومحل التعجّب قوله: أنا لك يا بن الوكيل، كأن هذا المعنى قال: أنا لك يا بن الوكيل تنظمني فتجيء أحسن وأبين، وتكون أنت أحق بي من الجرجاني، وهذا اتفاق غريب الى الغاية، ما مر بي مثله، والظاهر أن الشيخ صدر الدين لما وقف على هذا المعنى تنبّه له فكان له، وهو به أحق، وهذا المعنى قد ابتكره الجرجاني أبو عامر، وترك فيه فضلة، فجاء الشيخ صدر الدين رحمه الله تعالى، وأخذه وجوّده، ولم يبق لأحد معه مطمع الى زيادة، ولا مطمح في إفادة، وما بقي إلا الاختصار فقط، فلهذا قلت أنا فيه مختصراً:

قال حبي أنا له ... ولكم قلتُ سرمدا

أنا للملك قلتها ... وهو للغيظ هدّدا

وقال الشيخ صدر الدين رحمه الله تعالى:

معطّف على مهجة ظاميه ... وتقذفها عَبْرة هاميه

فقد طال سقمي، فقل لي متى ... تجيء الى عبدك العافيه

وأرخصتَ دمعي يوم النوى ... لأجل سوالفك الغاليه

فصبراً على ما قضى لم أقل ... فيا ليتها كانت القاضيه

<<  <  ج: ص:  >  >>