للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دار الأحبة والهوى وشبيبة ... ذهبت وجيرانٌ عليّ كِرام

فارقتُهم فأرقْتُ من وجدي بهم ... أفَهَل لهم أو للكرى إلمام

كانوا حياتي وابتُليتُ بفقدهم ... فعلى الحياة تحيّةٌ وسلام

أشتاقُها شوقَ الغريب مزاره ... سَفهاً وإلا أين مني الشام

وتروقني خِدعُ المُنى منها وقد ... بعُدَ المدى وتمادت الأيام

وتلذّ لي سُنّة الكرى لا رغبةً ... في النوم بل لتعيدَها الأحلام

وتمثّل الأوهام لي أني بها ... ثاوٍ ولذّات الهوى أوهام

وكأن دمعَ تشوّفي وخيالَها ... دِمَنٌ ألمّ بها فقال سلام

منها:

وله بظلِّ محمد بن محمدٍ ... حرمٌ يُطاف بركنه ومقامُ

الصاحب المولى الوزيرُ ومن به ... بُعثتْ عِظام المجد وهي رمام

متفرّدٌ دون الورى بمناقبٍ ... أمسى لها بين النجوم مقامُ

خُلُق كنشر الروض حُلَّ لنوره ... بيد الصَّبا عند الصباح لثام

وبديهة أسرى وأسرعُ من سَنا ... برقٍ بَدا فكأنّها إلهامُ

من خاطر كالنار يجري ماؤه ... عذباً وهل تُجري المياهُ ضرام

من كل مغنى لو تمثّل جوهراً ... فرداً أقرّ له بها النظام

وشجاعة ما عامرٌ فيها له ... قدم ولا عمرٌو له إقدام

ثبْتَ الجِنان إذا الفوارسُ أحجمتْ ... خوفَ الرّدى لم يُثنه إحجام

وبكفّه في جحفلٍ أو محفل ... تُزجى الرِّماح السمرُ والأقلام

<<  <  ج: ص:  >  >>