للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومولده سابع عشري صفر سنة ست وأربعين وست مئة بدمشق.

وكتب شيخنا العلامة شهاب الدين محمود الى أولاده القاضي جمال الدين والقاضي علاء الدين ومحيي الدين يعزيهم بما أنشدنيه لنفسه إجازة:

لو سالم الدهر ذا مجدٍ لسؤدده ... ثنى عن الشرف العالي سُطا يده

ولو تحامى الردى ذا مفخر وتقى ... ونائل كفّ كفّاً عن محمّده

لكنه طالبٌ لا حصن منه فمن ... أرجاه في يومه فاجاه في غده

ومنهل ما لحيٍ في الورى صدرٌ ... إلا عن الريّ من إثناء مَورده

كم فضّ جمعاً وكم أخلى حمى شرف ... برغم أهليه من اثار سيّده

فلا علوّ أخي فضل بعاصمه ... منه ولا مجد ذي مجد بمخلده

فحقُّ من كان هذا الموت غايته ... بدء العزاء به من يوم مولده

لله طودُ حجىً زانت خلائقه ... نجاده وأبانت طيب محتده

حرٌ تقيٌ نقي طاهر ورع ... قد آمن الناس من فيه ومن يده

عفّ السريرة لا يطوي على ذحل ... مَغيب من غاب عنه مثل مشهده

سيّان ظاهره صفوٌ وباطنه ... بل ودّه المحض أجلى من تودّده

مُغضٍ عن الناس لا يعنيه عيبهم ... مغرىً بمنزله فيهم ومسجده

لله عهد مضى أيام تجمعنا ... عصر الصبا نَسقاً في سلك معهده

وكلنا حافظٌ عهد الصفاء له ... شاء الوفاء يراعي حفظ موعده

ففرقّ الدهر سهم البُعد ثم بَدا ... بخَيرنا فرماه عن تعمّده

قضى ولم أقضِ من توديعه وطراً ... ولم أكن حاضراً ما بين عُوَّده

فبات يخذلني صبري وينجدني ... دمعي وما خاذلٌ صبّاً كمنجده

أخشى على ناظري دمعي فيكحلني ... تسهّدي من دجى ليلي بأثمده

مضى وها أنا أقْفو إثْره والى ... كم يبطئ المرء أمسى دون مقصده

<<  <  ج: ص:  >  >>