للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدري فما أجبت، ولكن اتّقحت وما استحيَيت، على أني لو وجدت لساناً قائلاً لقلت، فإني قد وجدت أول البيت وقد شغل وصف مثال مولانا عن شكوى حال المملوك الشاقة، وأرجو أنني أوصيها شفاها إما في الدنيا وإما في يوم الحاقة:

إن نعِشْ نلتقي وإلا فما ... أشْغل مَن مات عن جميع الأنامْ

قلت: كأن هذه الخاتمة كانت مني فألاً عليه، فإنا لم نلتق، وحالت المنية بينه وبين الجواب، والمرجو من الحلم الكريم أن يجمعنا في دار كرامته ورحمته.

وأنشدني رحمه الله تعالى من لفظه لنفسه ما كتبه الى ابن عمه:

تمنّاها وما عقدَ التّمائمْ ... وشابُ وحبُها في القلب دائمْ

وحكّم لحظها فقضى عليه ... فأين مجيره من جور حاكمْ

وطارحها الغرام به فقالتْ ... علمتُ فقال ماذا فعلُ عالم

معلله المتيّم والغواني ... حبالُ وعودها أبداً رمائم

أما لي في وصالك من نصيب ... ولا لك في عذابي من مساهم

ولا لي ملجأ في الخطب إلا ... سليلُ الملك ذو المنن الجسائم

الى ابنِ أبي الحسين الحُسنُ يُعزى ... وثغر الجود عن جدواه باسم

هُمامٌ بالحروب له اهتمامٌ ... بفتكٍ في العِدا لا في الغنائم

فيُعمل رأيه الماضي شباه ... إذا نبت الأسنّة واللهاذم

ويثبت حيث مُشتجر الغوالي ... ويمضي حيثُ لا يمضي الصوارمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>