كأن خطوط الفحم في وجناته ... لطاخة مسك في جنيّ من الورد
وأنشدني إجازة، ومن خطه نقلت:
سأل البدر هل تبدّى أخوه ... قلتُ يا بدر لن يُطيق طلوعا
كيف يبدو وأنت يا بدر باد ... أوَ بدران يطلعان جميعا؟
وأنشدني من لفظه لنفسه موشحة عارض بها شمس الدين محمد بن التلمساني:
عاذلي في الأهيف الآنسِ ... لو رآه كان قد عَذَرا
رشأ قد زانه الحَوَر ... غصنٌ من فوقه قمر
قمر من سحبه الشعر ... ثغر في فيه أم دُرَر
جال بين الدرّ واللعسِ ... خمرةٌ من ذاقها سكرا
رجّة بالردف أم كسل ... ريقة بالثغر أم عسل
وردة بالخد أم خجل ... كُحل بالعين أم كَحَل
يا لها من أعين نُعُسِ ... جلبت لناظري سهرا
مُذ نأى عن مقلتي سني ... ما أُذيقا لذّة الوسن
طال ما ألقاه من شجني ... عجباً ضدان في بدني
بفؤادي جذوة القبس ... وبعيني الماء مُنفَجرا
قد أتاني الله بالفرج ... إذ دنا مني أبو الفرج
قمرٌ قد حلّ في المهج ... كيف لا يخشى من الوهج
غيرُه لو صابهُ نفَسي ... ظنّه من حره شررا
نصب العينين لي شركا ... فانثنى والقلب قد ملكا
قمر أضحى له فلكا ... قال لي يوماً وقد ضحكا
أنت جئت من أرض أندلسي ... نحو مصر تعشق القمرا