بروحي رشا من آل خاقان راحل ... وإن كان ما بين الجوانح لابثا
غدا واحداً في الحسن للفضل ثانيا ... وللبدر الشمس المنيرة ثالثا
وأنشدني لنفسه، ومن خطه نقلت:
أسحرٌ لتلك العين في القلب أم وخْز ... ولينٌ لذاك الجسم في اللمس أم خزّ
وأملودُ ذاك القدّ أم أسمرٌ غدا ... له أبداً في القلب عاشقه هزّ
فتاة كساها الحسن أفخر حُلّة ... فصار عليها من محاسنها طرز
وأهدى إليها الغصن لينَ قوامه ... فماس كأن الغصن خامره العز
يضوع أديم الأرض من نَشر طيّها ... ويخضرّ من آثارها تُرْبُه الجرْز
وتختال في بُرد الشباب إذا مشت ... فيُنهضها قدٌّ ويقعدها عجز
أصابت فؤاد الصبّ منها بنظرة ... فلا رُقية تُجدي المصاب ولا حرز
وأنشدني إجازة في مليح أبرص، ومن خطه نقلت:
وقالوا الذي قد صرت طوع جماله ... ونفسك لاقت في هواه نزاعَها
به وضحٌ تأباه نفس أولي النهى ... وأفظع داء ما ينافي طباعَها
فقلت لهم لا عيب فيه يشينه ... ولا علّة فيه يروم دفاعَها
ولكنها شمس الضحى حين قابلت ... محاسنه ألقت عليه شعاعها
وأنشدني من لفظه لنفسه في فحّام:
وعُلّقته مسوّد عين ووفرة ... وثوب يعاني صنعة الفحم عن قصد