للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَهاةُ نقى لو يُستطاع اقتناصُها ... وكعبةُ حُسنٍ لو يُطاقُ استِلامها

إذا ما نضتْ عنها اللثامَ وأسفرتْ ... تقشّع عن شمسِ النهار غَمامُها

نهايةُ حظي أن أقبّل تُربَها ... وأيسَرُ حظٍّ للثامِ التِثامُها

تُريك مُحيّا الشمس في ليلِ شعرها ... على قيدِ رمحٍ وجهُها وقَوامُها

وتزهى على البَدر المُنير بأنّها ... مدى الدهر لا يخشى السرار تَمامُها

تغنّي على أعطافها وُرقُ حليها ... إذا ناح في هيفِ الغُصونِ حمامُها

تردد بين الخمر والسحر لحظُها ... وحزَهُما والدرّ أيضاً كلامُها

كِلانا نَشاوى غير أن جفونَها ... مُدامُ المعنّى والدلالُ مُدامُها

وليلة زارت والثريا كأنها ... نِظاماً وحُسناً عقدُها وابتسامُها

فحيّت فأحْيَت ما أماتَ صُدودها ... وردّت فردّ الروحُ فيّ سلامُها

فقالت بعيني ذا السَّقام الذي أرى ... فقلتُ وهل بلوايَ إلا سقامُها

وأبْدتْ ثَناياها فقُلْ في خَميلةٍ ... بَدا نورُها وانشقّ عنها كمامُها

وأبعدتَ لا بل سَمط درّ تَصونهُ ... بأصدافِ ياقوتٍ لماها خِتامُها

وقالت وما للعين عهدٌ بطيفها ... ولا النوم مُذْ صدّت وعزّ مرامُها

لقد أتعبَتْ طيفي جُفونُك في الدُجا ... فقلت سَلي جفنَيْكِ أين منامُها

وما علمت أن الرُقادَ وقد جفت ... كمثلِ حياتي في يديها زمامُها

وكم ليلة مرّت وفيها نُجومها ... كأني راعٍ ضلّ عنه سوامُها

كأن الذّراري والهلال ودارة ... حوَتْهُ وقد زان الثريا التِئامُها

<<  <  ج: ص:  >  >>