حَبابٌ طفا من حولِ زورَق فضّة ... بكفّ فتاةٍ طافَ بالرّاح جامُها
كأن نُجوماً في المجرّة خُرّدٌ ... سَواقٍ رماها في غدير زحامُها
كأن رياضاً قد تسلْسَل ماؤها ... فشقّت أقاحيها وشاقَ خزامُها
كأن سَنا الجوزاء إكليلُ جوهرٍ ... أضاءت لياليه وراقَ انتظامها
كأن لدى النسرين في الجوّ غلمةً ... رُماة رمى ذا دون هذا سِهامُها
كأن سُهيلاً والنجوم وراءه ... صلاةُ صُفوفٍ قام فيها إمامها
كأن الدجى هيجاء حربٍ نُجومُه ... أسنتها والبرق فيها حُسامُها
كأن النجوم الهاديتُ فوارسٌ ... تساقط ما بين الأسنّةُ هامها
كأن سنا المريخ شعلةُ قابسٍ ... تلوحُ على بُعدٍ ويخفى ضِرامُها
كأن السُّها صبٌّ سها نحو إلفه ... يُراعي الليالي جفنه لا ينامُها
كأن خفوق القلب قلبُ متيّمٍ ... رأى بلدةً شطت وأقوى مقامُها
كأن ثريا أفقهِ في انبساطها ... يمين كريمٍ يُخافُ انضِمامُها
كأن بفتح الدين في جوده اقتدَت ... فروّى الروابي والإكامَ رِكامُها
كأن بيُمناه اقتدى يُمن نَوئِها ... فعمّت غواديها وأخصبَ عامُها
كأن به من لفظه قد تشبّهت ... ففاق عُقودَ الدرِّ حُسناً نِظامُها
كريمَ المُحيّا لو يُقابل وجهه ... سحابةُ صيفٍ لاستهل جِهامُها
به جبرَ الله البلادَ وأهلُها ... ولولاهُ ما شام السعادة شامُها