أنت الذي روّى المسامعَ والقَنا ... ذي من فضائله وتلك من الدّمِ
كم قد منعتَ بأخذ كلِّ مدرّع ... حامي الحقيقة معلّماً من معلّم
وفتحتَ من حصن بشدّك في الوغى ... بالرمحِ ثغرَ الفارسِ المُستلئم
وافيتَ ربعكَ ظامئاً مستمطراً ... أنواءَ شعركَ في شعارِ مسلّم
فبعثتَ لي وطفاءَ لو لم يُغضِ من ... خطفاتٍ وامِض برقها طرفَي عَمي
ميميّة لما لثمتُ سطورَها ... حسدتْ على تقبيلها عيني فمي
يا ناصر الدين الذي شرفَت به ال ... آدابُ إذ أضحت إليه تنتمي
يا مالكاً حُزني على زمن مضى ... في غير خدمته كحزن متيّمِ
سيّرتَ إنعاماً شغلتَ بشكره ... عبداً يرى إيجابَ سكرِ المُنعمِ
وكتب إليه السّراج الورّاق ملغِزاً في سجّادة:
يا إماماً ألفاظُه الغرّ في الأس ... ماعِ تُزري بالدرّ في الأسماطِ
وشهاباً تجاوز الشهبَ قدراً ... فغدتْ عن عُلاهُ ذات انحطاطِ
أي أنثى وطئَت منها حَلالاً ... مستبيحاً ما لا يُباح لواطِ
لم أحاول تقبيلها غير خمسٍ ... حالَ زُهدي فيها وحال اغتباطِ
وهي مملوكةٌ وعند أناسٍ ... وهي ستّ على اختلافِ التعاطي
وهي في صورةٍ خُماسية ما ... قهقهت ولا دَنت للبواطي
ومصيبُ الإيمان يسعى إليها ... طالبَ الله وهو عبد خاطِ
وأرى أن تحلّها بيمين ... ويسار فقد غدَت في رباطِ