للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيت فتى يقول بشطّ مصر ... على درج بدت والبعض غارق

متى غطى لنا الدرج استقينا ... فقلت: نعم وتنصلح الدقائق

قلت: في قوله الدقائق هنا نظر، وقد أشبعت القول في فساد ذلك في كتابي المسمى فضّ الختام عن التورية والاستخدام.

وبه قال: أنشدني له:

ومذ لزمت الحمام صرت فتى ... خلاً يداري من لا يداريه

أعرف حرّ الأشيا وباردها ... وآخذ الماء من مجاريه

قلت: لما كتب أبو الحسين الجزار الى النصير قوله:

حسن التأني مما يعين على ... رزق الفتى والحظوظ تختلف

والعبد مذ كان في جزارته ... يعرف من أين تؤكل الكتف

كتب النصير الحمامي بيتيه المذكورين، وقد أربى النصير على أبي الحسين، لأن الجزار أتى بمثل واحد، والحمّامي أتى بمثلين.

وقال النصير للسراج الورّاق: قد عملت قصيدة في الصاحب تاج الدين، وأشتهي أنك إذا قرئت عليه تزهزه لها وتشكرها، وسيّرها الى الصاحب، فلما أنشدت بين يديه بحضرة السراج، قال الوراق بعدما فرغ من إنشادها:

شاقني للنصير شعرٌ بديع ... ولمثلي في الشعر نقد بصير

ثم لما سمعت باسمك فيه ... قلت: نعم المولى ونعم المصير

فأمر له الصاحب بدراهم وسيّرها إليه. وقال: قل له: هذه مئتا درهم

<<  <  ج: ص:  >  >>