قطعت أولي النُهى في البحث سبقاً ... فما لك في مناظرة نظيرُ
إذا أغربت في الإعراب وجهاً ... فكم ثلجت بما تبدي الصدور
وإن قيل المعمّى والمورّى ... فذهنك نافد فيه بصيرُ
وها أنا قد دعوتك للتّحاجي ... لأنك في الحجى طبٌ خبيرُ
فما ساعٍ يُرى في غير أرض ... ولا هو في السّما مما يطيرُ
تراه مردّداً ما بين طردٍ ... وعكسٍ قصّرت عنه الطيور
ويلطَم كلما وافى مداهُ ... ويُسحب وهو مغلول أسيرُ
وتُنزع كل آونةٍ حشاهُ ... ويُلقى وهو للبلوى صبور
ويُرشف بعد ذلك منه ثغر ... ولا عذبٌ هناك ولا نميرُ
إذا ما سار أثّر في خطاه ... طرائق دونَها الروض النّظيرُ
يجرّ إذا سعى ذنباً طويلاً ... ويفتر حين يعلوه قصور
ويُسمع منه عند الجري صوتٌ ... له في صدره منه خَرير
قليل المكثِ كم قد بات تُطوى ... له من شقّة لما يطيرُ
ويفترش الحرير ويرتديه ... غطاء وهو مع هذا فقير
وتظهر في جوانبه نجوم ... وفي أحشائه فلكٌ يدور
فأوضح ما ذكرت فغيرُ خافٍ ... على مجموع فضلك ما أشير
ودُم في نعمة وسعود جدٍ ... وعزٍ ما سقى روضاً غديرُ
فكتب الجواب في أسرع وقت: