أوجهُك لاحَ أم قمرٌ مُنيرُ ... وذكرُك فاح أم نشرٌ عبيرُ
طلعت طلوع شمس الصحو صُبحاً ... على فرس حكي فلكاً يسيرُ
ويا لله روضاً ضمن طرسٍ ... زهير في جوانبه جرير
رميت به إليّ فقلت هذا ... شعاع الشمس مأخذه عسير
أراني رمزه الوضاح حسناً ... ينبهني على أني حقير
وإني ملحَق بأقل صنفٍ ... إذا ما حقّق الجمُّ الغفيرُ
فمذ صحّفته فكري مَلولٌ ... ومذ نشرته باعي قصير
هو المأسور بالماسور لكن ... له في أسره مرح كثير
نشيط أيّدٌ ويقاد طوعاً ... بخيط متنه واهٍ طريرُ
يُراع لأن مهجته يَراعٌ ... له في الجوف من خوف صغير
يحور الى يمين من شمال ... وما يغنى بذا لكن يخور
غدا يسعى بأربعة سراعٍ ... وليس لمشيه بهم نظير
يخالف بين رجليه فيجري ... وترفعه يداه فيستطير
له نول يسير لكل حي ... وميت فيه إحسانٌ كثير
إذا أسدى إليه الخير مُسدٍ ... جزاهُ عليه وهو بذا قدير
كذاك صفاتك الحُسنى ولكن ... بدأت تطوّلاً وبنا قصور
ففخراً ثم ستراً ثم قَصراً ... فأين الثّمدُ والبحر الغزيرُ