للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاؤوا الى شاطي الفرات وما دروا ... بأن جياد الخيل تقطعها وثْبا

وجاءت جنود الله في العُدد التي ... تُميس به الأبطال يوم الوغى عُجبا

فعُمنا بسدٍّ من حديد سباحةً ... إليه فما اسطاع العدو له نقْبا

ولما سمع ابن مهمندار العرب ذلك، قال: أنشدني الشيخ أثير الدين، قال: أنشدني لنفسه:

لو عاينتْ عيناك يوم نزالنا ... والخيل تطفح في العجاج الأكدر

وسنا الأسنّة والضياء من الظبى ... كشفا لأعيننا قتام العثير

وقد اطلخمّ الأمر واحتدم الوغى ... ووهى الجبان وساء ظن المجتري

لرأيت سداً من حديد مائراً ... فوق الفرات وفوقه نارٌ تري

ورأيت سيل الخيل قد سدّ الرُبا ... ومن الفوارس أبحُراً في أبحر

ظفرتْ وقد منع الفوارس مدّها ... تجري ولولا خيلُنا لم تطفر

حتى سبقنا أسهُماً طاشت لنا ... منهم إلينا بالخيول الضّمر

لم يفتحوا للرمي منهم أعيُناً ... حتى كُحلنَ بكل لدنٍ أسمر

فتسابقوا هرباً ولكن ردّهم ... دون الهزيمة رمح كلّ غضنفر

ملؤوا الفضاء فعنْ قليل لم ندع ... فوق البسيطة منهم من مُخبر

سدّت علينا طُرقنا قتلاهم ... حتى جنحنا للمكان الأوعر

<<  <  ج: ص:  >  >>