للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحلت ولي قلب مقيم على الوفا ... لعهدكم حنى أوسّد في التُّرْب

أحاول عَودي نحوكم ويصدّني ... خيانة دهر راح حربي لا حزبي

أليس من الأنكاد أن لا مخبّر ... يبلغكم عني سلامي ولا كتبي

ولولا المنى أن يجمع الله شملنا ... قريباً لما فارقت نَوحي ولا نَدْبي

سأجهد في عَوْدي لمطلع حبكم ... ولو أن لي قي مصر مملكة الغرب

بُعثتم على بخل الزمان لأنكم ... كرام بنظم فاق منسجم السُّحب

غدا خارجاً في النظم عن قدرة الورى ... ولكنّه في حُسنه داخل الضرب

فقلت لدهري زِد عليّ قساوة ... فقد ظفرت كفاي باللؤلؤ الرطب

وكتب هو إليّ وقد تواترت الثلوج والأمطار سنة ٧٤٤: كيف أصبح مولاي في هذا الشتاء الذي أقبل يُرعب مَقْدَمُه، ويُرهب تقدّمه، ويريب اللبيب من برقه المومض تبسّمه، وكيف حاله مع رعوده الصارخة، ورياحه النافخة، ووجوه أيامه الكالحة، وشرر لياليه التي لا نبيت منها بليلة صالحة، وسحابه وأمواجه، وجليده والمشي فوق زجاجه، وتراكم مطره الأنيث، وتطاول ليل فرعه الأثيث، ومواقده الممقوته، وذوائب جمره، وأهون به لو أنّ كلّ حمراء ياقوته، وتحدّر نوئه المتصبب، وتحيّر نجمه المتصيّب، وكيف هو مع جيشه الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>