ونسخة الكتاب الذي كتبته إلى ولده القاضي شهاب الدين يحيى أعزيه في والده من القاهرة:
أي خطبٍ به تلظّى فؤادي ... وأسال الدموعَ مثل الغوادي
وأعادَ الحمامَ يندُبُ شجواً ... فوقَ فرعِ الأراكة الميّاد
وكسا الأنجم الزواهر طرأ ... في ظلامِ الدجى ثيابَ الحداد
وأباحَ الأسى حملَ كل صبرٍ ... من رُبا كل بلدةٍ أو وهادِ
قد أصمَّ الأسماعَ نعيُ عماد الدي ... ن فالناسُ بعده في جهادِ
آه كيفَ القرارُ فوقَ فراشٍ ... ملأتهُ الأحزانُ خرط القتادِ
كيف تلتذ بالمنامِ جفونٌ ... قد محاها البكا وطولُ السهاد
أين ذاكَ الجلالُ في الحفلِ لما ... يكتسيه من أنفس الأبرادِ
والوقارُ الذي يقر رسوخاً ... حين تهفو الرياحُ بالأطوادِ
كم حمى باليراعِ مُلكاً في يحت ... ج لبيض الظّبا وسمر الصعادِ
ولكم قد أتى بصدعةِ حقٍّ ... خيفَ من بأسها على الأكبادِ
هكذا من يكونُ عند ملو ... كِ العصر يهديهم سبيلَ الرشادِ
حملوهُ فوقَ الرقابِ ولكن ... بعدما أثقل الورى بالأيادي
من كرامٍ راقت معاني عُلاهم ... وتغنّي بمدحهم كل شادِ
نسبٌ باهرُ السنا خالدي ... قد تساوت غاياتُهُ والمبادي