للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا دموعي باللهِ روي ثراهُ ... إن تخن قبرهُ عهودُ العهادِ

آه واوحشتا لذاك المحيّا ... افتقاري لنورهِ وافتقادي

لم يعب من نأى وأبقى شهاباً ... لم يزل دائم السنا وسؤددٍ وسدادِ

يتراءى في الدست بني جمال ... جلالٍ وسؤددٍ وسدادِ

فتواقيعُه تراها طرازاً ... رمي الروضُ عندها بالكسادِ

وبألقالمه يُسر الموالي ... أن براها كما يسوء الأعادي

قد تلقيتُ راغماً يا شهابَ ال ... دين خطباً يفض صم الصلادِ

لستُ في هذه المصيبة فرداً ... وهي قد أنكأت قلوبَ العبادِ

فاصطبر واحتسب على الله أجراً ... تلقهُ عدةً ليومِ المعادِ

لم يخفف وجدي به غيرُ ظني ... أنهُ في المعادِ خيرُ مُعاد

ملئت صُحفُه من البر والتق ... وى فولى منها بأفضل زادِ

فهو عندَ الإلهِ جل مقيمٌ ... في نعيمِ ما إن لهُ من نفادِ

فالبكا في الورى على مثل هذا ... غير مجدٍ في ملتي واعتقادي

يقبلُ الأرض، وينهي ما بلغه من النبأ الذي سق قلبه، وزاد كربه، وأذهل لبه، وأضعف جلده، وقوّى من الحزن حزبه، وأغارَ على الصبر فلم يدع عند حبة القلب حبه، وشن على الفؤاد حربه لما أغمد فيه حربة.

لم يبقَ من بدني جزءٌ علمت بهِ ... إلا وقد حله جزؤٌ من الحزن

كان اللحاقُ به أولى وأحسن لي ... من أعيش سقيم الروحِ والبدنِ

"

<<  <  ج: ص:  >  >>