للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيام لهوٍ قَدْ تقضَّتْ بقُربكم ... نُداوي بها من دَهْرنا أنفُساً مَرْضى

ألا خفّفوا مِنْ عتبكم عن محبِّكم ... فذاكَ ضعيفٌ لا يُطيق به نَهْضا

فلا بُدَّ أنْ يأتي ويذكُرَ عُذْرَهُ ... فإنْ تقبلوه رحمةً قبَّل الأرضا

وأنشدني يوماً لنفسه:

انهلّ أدمعها دُرّاً وفي فمها ... دُرٌّ وبينهما فَرْقٌ وتمثالُ

لأنّ ذا جامدٌ في الثغر منتظَم ... وذاك منتثِرٌ في الخدّ سيّالُ

فأنشدته أنا لنفسي:

غانيةً في فمها جَوهرٌ ... بمثله تبكي هوىً هائلا

فراح ذا في نظمه واقفاً ... ولاحَ ذا مع نثره سائلا

وأنشدني لنفسه أيضاً:

وسُودٍ صَيَّرتْها السودُ بيضاً ... فلا تطلُبْ من الأيام بيْضا

فبعد السود ترجو البيضَ ظلماً ... وقد سلّتْ عليها السود بيْضَا

وأنشدته أنا لنفسي:

عجبتُ لدهرٍ سرّني زمنَ الصِّبا ... وكدَّرَ عَيْشي بالمشيب انتفاضُهُ

فبيَّض عُمْري من شبابي سواده ... وسَوَّد دهري من مشيبي بياضُهُ

وكتبتُ أنا إليه من صفد وهو بدمشق أتشوّق إليه في سنة ثماني عشرة وسبع مئة من جُملة قصيدة:

بالله يا بارقاً من قاسيون بَدَت ... أعلامُه خافقاتٍ في دَياجيه

<<  <  ج: ص:  >  >>