حاشاك تكسر قلب عبدٍ لم يزل ... توليه حسن صنائع الإشفاق
هب أنه أخطا وأذنب مرّةً ... مولاي أين مكارم الأخلاق
كتب هو إلي من طرابلس وأنا مقيم بدمشق، وقد تأخرت مكاتباتي عنه، ثلاثة أوصال ورق أبيض وفي ذيلها مكتوب، ولم يك فيها غير ذلك:
سبحان من غيرّ أخلاق من ... أحسن في حسن الوفا مذهبا
كان خليلاً فغدا بعد ذا ... لمّا انقضى ما بيننا طقصبا
أشار بذلك إلى أمر طقصبا المذكور، وكان له عم أسود زوج أمه يدعى خليلاً، وكان ينغص علينا الاجتماع بحضوره، ولما كتب هذه كان طقصبا المذكور رحمه الله تعالى قد توفي بصفد من مدة، فحسن لذلك إبراز هذين البيتين في هذه الصورة، فكتبت أنا الجواب:
يا باعث العتب إلى عبده ... وما كفاه العتب أو ندّبا
ومذكري عهداً لبسنا له ... ثوب سرور بالبها مذهبا
مرّ فلم يحل لنا بعده ... عيش ولم نلق الهوى طيّبا
ما كلّ ذي ودّ خليلٌ ولا ... كلّ مليح في الورى طقصبا
فحبّذا تلك الليالي التي ... كم يسّر الله بها مطلبا
ما أحدٌ في مثلها طامعٌ ... هيهات فاتت في المنى أشعبا
وينهي بعد دعاء يرفعه في كل بكرة وأصيل، وولاء حصل منه على النعيم المقيم، ولا يقول: وقع في العريض الطويل، وثناء إذا مر في الرياض النافحة صح أن نسيم السحر عليل، وحفاظ ود يتمنى كل من جالسه لو أن له مثل المملوك خليل، ورود