للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخجلتني بندى يديك فسودت ... ما بيننا تلك اليد البيضاء

وقطعتني بالوصل حتى إنني ... متخوّفٌّ أن لا يكون لقاء

يا عجباً كيف اتخذ مولانا هذا الصامت رسولاً بعد هذه الفترة، وكيف ركن إليه في إبلاغ ما في ضميره ولم يحمله من در الكلام ذره، وكيف أهدى عروس تحيته ولم يقلدها من كلامه بشذره، ما نطق هذا الوارد إلا بالعتاب مع ما ندر وندب، ولا أبدى غير ما قرر من الإهمال وقرب.

و:

على كلّ حالٍ أمّ عمرو جميلةٌ ... وإن لبست خلقانها وجديدها

وبالجملة فقد مر ذكر المملوك بالخاطر الكريم، وطاف من حنوه طائف على المودة التي أصبحت كالصريم، وإذا كان الشاعر قد قال:

ويدلّ هجركم على ... أنّي خطرت ببالكم

فكيف بمن دخل ذكره الضمير وخرج، وذكر على ما فيه من عوج، وما استخف بي من أمرني ومن ذكرني ما حقرني، والله تعالى يديم حياته التي هي الأمان والأماني، ويمتع بألفاظه الفريدة التي هي أطرب من المثالث والمثاني بمنه وكرمه، إن شاء الله تعالى.

فكتب هو إلي الجواب عن ذلك:

يا هاجراً من لم يزل قلبه ... إليه من دون الورى قد صبا

<<  <  ج: ص:  >  >>