للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو أنّ ليلات الوصال يعدن لي ... كانت لها روح المحبّ فداء

فيالها من مليحة أقبلت بعد إعراضها، ولطيفة رمقت بإيماء جفن مواصلتها وإيماضها، وبديعة استخرج غواص معانيها من بحار معانيها كل دره، وصنيعة أبدى نظام لآليها من غرر أياديها أجمل غره، ورفيعة جددت السرور وشرحت الصدور فعلت بما فعلت إكليل المجره، ومتطولة رغبت المقصر فيما يختصر وحببت، ومتفضلة قضت بحق تفضيلها على ما سبق وأوجبت:

مودّتها في مهجتي لا يزيلها ... بعاد ولا يبلي الزمان جديدها

والله يشكر ما خوله من فضل هذه المعالي والمعاني، ويمتع بفضائله التي تغني أغانيها عن المثالث والمثاني.

وبيني وبينه مكاتبات ومراجعات غير هذه، وقد أوردت شيئاً من ذلك في كتابي ألحان السواجع.

وأخبرني يوماً أنه زار قبر طقصبا المذكور فوجد قبره قد نبت به أنواع من الزهر، وطلب مني نظم شيء في ذلك فأنشدته أنا لنفسي:

بنفسي حبيب قبره راح روضةً ... خمائلها مسروقةً من مخايله

درى أنّه لا صبر للناس بعده ... فأهدى لهم أنفاسه في شمايله

وأنشدته أيضاً لنفسي:

لا تنكروا زهراً من حول تربته ... أضحى نسيم الصّبا من نشرها عطرا

هذه محاسن ذاك الوجه غيّرها ... بطن الثرى فاستحالت فوقه زهرا

<<  <  ج: ص:  >  >>