للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد رقت لنا فتئنّ حزناً ... عليه في القعود وفي القيام

ألا فاذهب سقيت أبا سعيدٍ ... فقد روّى زمانك كلّ ظام

فأنت وديعة الرّحمن منّا ... تحوطك في الرّحيل وفي المقام

وليت فلم تخن لله عهدا ... ولم تجذبك فيه عرى الملام

وحاشى أن يراك الله يوماً ... تعدّيت الحلال إلى الحرام

ونلت من السّعادة والمعالي ... منالاً حاز غايات المرام

وكنت إذا دجا ليل القضايا ... وكانت من مهمّاتٍ جسام

تفرجّها بقولٍ منك فصلٍ ... لأنّ القول ما قالت حذام

وكنت تحبّ نور الدّين طبعاً ... لأنّكما سواءٌ في التزام

رعيت كما رعى وحميت ما قد ... حمى نفديك من راع وحام

بقيت ممتّعاً بالخلد حتّى ... يقوم النّاس من تحت الرّجام

ولما كان في أوائل شهر رجب الفرد سنة أربع وأربعين وسبع مئة، حضر تابوته من الإسكندرية إلى دمشق، ودفن - يرحمه الله تعالى - في تربته التي تجاور جامعه بدمشق فقلت:

إلى دمشق نقلوا تنكزا ... فيالها من آية ظاهرة

في جنّة الدنيا له جثّة ... ونفسه في جنة الآخرة

وقلت أيضاً:

<<  <  ج: ص:  >  >>