للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وطلب مني أن أنظم شيئاً في هذه المادة فقلت:

لم أطّرح يوم الوداع عناقه ... مللاً ودمع المقلتين سكوب

إلا مخافة أن يفترّ عن ... بردٍ وتبدو حرقتي فيذوب

ومن نظمه وقد أهدي إليه قراصيا:

يا سيّداً أصبحت كفّاه بحر ندىً ... تولي سحائبه الأنعام والقوتا

كنّا عهدنا اللآلي من مواهبه ... واليوم ننظرها فينا يواقيتا

ومنه وقد أهدي إليه بطيخ أصفر:

أهديت شيئاً يروق منظره ... ماءً تبدّى في جامد اللهب

أو شمس أفقٍ قد كوّرت فبدا ... شعاعها مثل ذائب الذهب

لما تبدّت لها بروق مدىً ... أبدت حشاها أهلّة الشّهب

وكم أرتنا القسيّ من قزحٍ ... مبشّراتٍ بواكفٍ سرب

أخضرها قد زها بأحمرها ... كورد خدّ بالآس منتقب

وأرشقت من عقيق مبسمها ... خمرة ريقٍ أحلى من الضّرب

فبتّ من نشوةٍ بها ثملاً ... أهزّ عطف السّرور من طرب

ومذ ترشّفت برد ريّقها ... خلت فؤادي العزيز في حلب

ومنه، وقرأته عليه، ونقلته من خطه:

سرى برق نعمان فأذكره السّقطا ... وأبدى عقيق الدمع في خده سمطا

فلاح كسيفٍ مذهبٍ سلّ نصله ... وروّع وسميّ السّحائب فانحطا

وأدّى رسالاتٍ عن البان والنّقا ... وأقرأه معنى الغرام وما خطّا

<<  <  ج: ص:  >  >>