للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينقلوا من إقطاعهم ومن مكانهم، ولم يزل الحال على ذلك إلى أن خلعه الأمير سيف الدين يلبغا الخاصكي في يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وسبع مئة كما تقدم، وأجلس السلطان الملك المنصور صلاح الدين محمد بن الملك المظفر حاجي، وورد إلى دمشق الأمير سيف الدين بزدار السلاح دار وحلف العساكر الشامية.

وكان بعض الأصحاب قد قصد مني نظم قصيدة أذكر فيها أمر السلطان وقهره وعمارته المدرسة المذكورة، وأن تكون واضحة بحيث يفهمها، فقلت:

إنّي بنظم مدائح السّلطان ... فتق البيان من البديع لساني

النّاصر ابن الناصر الملك الذي ... ملك القلوب بطاعة الرحمن

من بيت أملاك أبوه وجدّه ... مع إخوةٍ صالوا على الحدثان

وأبو المحاسن بينهم حسن كما ... سمّي حليف الحسن والإحسان

فتراه ما بين الملوك كأنّه ... دين النّبيّ علا على الأديان

وتراه مثل البدر والأمراء مث ... ل الزّهر في فلك من الإيوان

لا بل هو الشمس المنيرة في الضّحى ... في رونقٍ وسناً ورفعة شان

أمست ملوك الأرض خاضعة له ... في سائر الأقطار والبلدان

من عدله المشهور قد ملأ الملا ... وكأنّه كسرى أنوشروان

لوعاينته ملوك عصرٍ قد مضى ... لتقمّصوا بالذّلّ والإذعان

تتلو الحمائم في مناقب فضله ... خطباً تهزّ منابر الأغصان

<<  <  ج: ص:  >  >>