للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فترقّص الأعطاف من فرحس به ... وتميل من طربٍ غصون البان

أيامه من يمنها وأمانها ... مشكورةٌ فينا بكلّ لسان

قهر الأعادي بأسه فأذلّهم ... ورماهم بالخزي والخسران

من خانه في ملكه فقد اغتدى ... متبرّياً من ربقة الإيمان

والله سلّطه على أعدائه ... ورمى الجميع بذلّة وهوان

الله أيّده ومكّن سيفه ... من عنق كلّ منافق خوّان

وترى دما أعدائه بسيوفه ... كشقائق نثرت على ريحان

لكنّه من رحمةٍ حقن الدّما ... لم يمض فيها حدّ كلّ يمان

شكراً لخالقه الذي من لطفه ... قد بات منصوراً على الأقران

وبنى بقاهرة المعزّ مدارساً ... للفقه والتحديث والقرآن

أرسى قواعدها وشيّد صرحها ... فعلت على العيّوق والدّبران

تتحيّر الأفهام في تكوينها ... فنباؤها من أعظم البنيان

ليست على وجه البسيطة مثلها ... من أرض توريز إلى أسوان

لو عاين المنصور رونقها غدا ... من دهشةٍ لحقته كالحيران

هاتيك مدرسةٌ وأمّا هذه ... فمدينةٌ في غاية الإتقان

للشافعيّ ومالكٍ وأبي حني ... فةٍ الإمام وأحمد الشيباني

هو فارس الخيل الذي تجري به ... كالبرق يوم السّبق في الميدان

فتطير أُكرته كرأس عدوّه ... لما طغى من ضربة الجوكان

وكذاك يوم الحرب إن هزّت به ... أيدي الكماة عوالي المرّان

يلقى الكفاح بوجهه وبنحره ... ويكون ليث وغىً على الفرسان

نصر الضعيف على القويّ بباسه ... فالظّلم في خزي وفي خذلان

<<  <  ج: ص:  >  >>