للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أحمد: هذا حديث منكر" سنن البيهقي ٦/ ١٠٨

وقال الحسين بن حبان: سئل ابن معين عن هذا الحديث فقال: هو حديث لم يحدث به أحد إلا عبد الملك عن عطاء، وقد أنكره عليه الناس، ولكن عبد الملك ثقة صدوق لا يُردّ على مثله. قلت له: تكلم شعبة فيه؟ قال: نعم، قال شعبة: لو جاء عبد الملك بآخر مثل هذا لرميت بحديثه" تاريخ بغداد ١٠/ ٣٩٤ - ٣٩٥

وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أحمد وابن معين يقولان في هذا الحديث: قد كان هذا الحديث ينكر على عبد الملك، وعبد الملك ثقة" التاريخ ص ٢١٧

وقال ابن عساكر: هذا حديث غريب تفرد به عبد الملك وأنكر عليه شعبة بن الحجاج"

وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": واعلم أنّ حديث عبد الملك حديث صحيح، ولا منافاة بينه وبين رواية جابر المشهورة، وهي "الشفعة في كل ما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود فلا شفعة" فإنّ في حديث عبد الملك "إذا كان طريقهما واحدًا" وحديث جابر المشهور لم ينف فيه استحقاق الشفعة إلا بشرط تصرف الطرق، فيقول: إذا اشترط الجاران في المنافع كالبئر أو السطح أو الطريق فالجار أحق بصقب جاره، لحديث عبد الملك، وإذا لم يشتركا في شئ من المنافع، فلا شفعة لحديث جابر المشهور، وطعن شعبة في عبد الملك بسبب هذا الحديث لا يقدح فيه فإنّه ثقة، وشعبة لم يكن من الحذاق في الفقه ليجمع بين الأحاديث، إذا ظهر تعارضها، إنما كان حافظًا، وغير شعبة إنما طعن فيه تبعًا لشعبة، وقد احتج بعبد الملك مسلم في "صحيحه" واستشهد به البخاري، ويشبه أن يكونا إنما لم يخرجا حديثه هذا لتفرده به وإنكار الأئمة عليه فيه، وجعله بعضهم رأيًا لعطاء، أدرجه عبد الملك في الحديث" نصب الراية ٤/ ١٧٤

وقال ابن القيم: وقول من قال: إنّ عبد الملك إنما تكلم فيه من أجل هذا الحديث، هو كلام باطل، فإنه إذا لم يضعفه إلا من أجل هذا الحديث كان ذلك دورًا باطلا، فإنّه لا يثبت ضعف الحديث حتى يثبت ضعف عبد الملك، فلا يجوز أنْ يستفاد ضعفه من ضعف الحديث الذي لم يعلم ضعفه إلا من جهة عبد الملك، ولم يعلم ضعف عبد الملك إلا بالحديث وهذا محال من الكلام فإنّ الرجل من الثقات الأثبات الحفاظ الذين لا مطمح للطعن فيهم، وقد احتج به مسلم في "صحيحه" وخرّج له عدة أحاديث، ولم يذكر لصحيح حديثه والاحتجاج به أحد من أهل العلم، واستشهد به البخاري، ولم يرو ما يخالف الثقات، بل روايته موافقة لحديث أبي رافع الذي أخرجه البخاري، ولحديث سمرة الذي صححه الترمذي، فجابر ثالث ثلاثة في هذا الحديث: أبي رافع، وسمرة، وجابر، فأيّ مطعن علي عبد الملك في رواية حديث قد رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - جماعة من الصحابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>