وأما حديث كعب بن عُجْرة فأخرجه الآجري في "الشريعة"(٧٨٠) والبيهقي في "البعث" كما في "النهاية" لابن كثير (ص ٣٢٦) والخطيب في "التاريخ"(٣/ ٤٠) من طرق عن محمد بن بكار بن الريان ثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشي عن واصل مولى أبي عيينة عن أُمَي أبي عبد الرحمن عن الشعبي عن كعب بن عجرة قال: قلت: يا رسول الله، الشفاعة؟ قال "الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي"
قال الخطيب: قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث الشعبي عن كعب بن عجرة، تفرد به أمي بن ربيعة الصيرفي عنه، وتفرد واصل بن حيان عن أمي، ولا يعلم حدّث به عنه غير عنبسة بن عبد الواحد"
قلت: واصل هو مولى أبي عيينة كما جاء مصرحاً به عند البيهقي، وهو ثقة، وكذا باقي رواته ثقات، وفي سماع الشعبي من كعب بن عجرة نظر.
قال العباس الدوري: قيل لابن معين: سمع الشعبي من كعب بن عجرة؟ قال: سمع من عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة.
وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (١/ ٤١٦) عن أبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري وأبي العلاء محمد بن علي قالا: أنبأ أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد الطرسوسي أنبأ الحسن بن عبد الرحمن بن زريق بحمص أنبأ محمد بن سنان الشيرزي أنبأ إبراهيم بن حيان بن طلحة أنبأ شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي الدرداء مرفوعاً "شفاعتي لأهل الذنوب من أمتي" قال أبو الدرداء: وإن زنى وإن سرق؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "نعم، وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي الدرداء".
وقال: سألت الأزهري عن أبي الفتح الطرسوسي فقال: ثقة"
قلت: ومحمد بن سنان ترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: صاحب مناكير. وإبراهيم بن حيان لم أر من ترجمه، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم أر أحداً صرح بسماعه من أبي الدرداء، وما أظنه سمع منه، والله أعلم.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" كما في "الحاوي للفتاوي" من طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعاً "إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي، ثم ماتوا عليها وهم في الباب الأول من جهنم، لا تسود وجوههم"