قال الحافظ: وقد أنكرت عائشة على ابن عمر روايته المطلقة أنّ الشهر تسع وعشرون، فأخرج أحمد من طريق يحيى بن عبد الرحمن عن ابن عمر رفعه: فذكره، قال: فذكروا ذلك لعائشة فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن، إنما قال "الشهر قد يكون تسعاً وعشرين" وقد أخرجه مسلم من وجه آخر عن عمر بهذا اللفظ الأخير الذي جزمت به عائشة" (١)
صحيح
وله عن ابن عمر طرق:
الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة أخبرني يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن ابن عمر مرفوعاً "الشهر تسع وعشرون" فذكروا ذلك لعائشة فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن وهل هجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه شهرا فنزل لتسع وعشرين فقيل له فقال "إنّ الشهر قد يكون تسعاً وعشرين"
أخرجه أحمد (٢/ ٥٦) عن يحيى بن سعيد القطان عن محمد بن عمرو به.
ورواه يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو بلفظ "إن الشهر يكون تسعاً وعشرين"
أخرجه ابن أبي شيبة (٣/ ٨٥) وأحمد (٢/ ٣١)
وإسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الميزان".
الثاني: يرويه الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو أنّ عبد الله بن عمر حدثهم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إنا أمة أمية لا تكتب ولا تحسب، الشهر كذا وكذا" وضرب الثالثة وقبض الابهام. فقالت عائشة: غفر الله لأبي عبد الرحمن إنما هجر النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءه شهراً فنزل لتسع وعشرين فقالوا: يا رسول الله إنك آليت شهرا فقال "إن الشهر يكون تسعاً وعشرين"
أخرجه ابن أبي شيبة (٣/ ٨٥ - ٨٦) عن عَبيدة بن حُميد الكوفي الحذاء عن الأسود بن قيس.
وإسناده حسن، عبيدة بن حميد ليس به بأس، والأسود بن قيس العبدي الكوفي وسعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي ثقتان.