قال "أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا؟ قال: تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك"
قال الحافظ: ولأحمد وأبي يعلى من طريق أبي حرب بن أبي الأسود عن عمه عن أبي ذر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: فذكره، وعند أحمد أيضاً من طريق شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد عن أبي ذر نحوه" (١)
له عن أبي ذر طرق:
الأول: يرويه معتمر بن سليمان التيمي قال: سمعت داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن عمه عن أبي ذر قال: أتاني نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا نائم في مسجد المدينة فضربني برجله، فقال "ألا أراك نائما فيه؟ " قلت: يا نبي الله غلبتني عيني، قال "كيف تصنع إذا أخرجت منه؟ " قال: آتي الشام الأرض المقدسة المباركة، قال "كيف تصنع إذا أخرجت منه؟ " قال: ما أصنع يا نبي الله، أضرب بسيفي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا، تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك"
أخرجه أحمد (٥/ ١٥٦) والدارمي (١٤٠٦) وابن أبي عاصم في "السنة" (١٠٧٤) وأبو يعلى (مختصر إتحاف السادة ٦/ ٤٤٥) وابن حبان (٦٦٦٨) من طرق عن معتمر بن سليمان به.
ورواته ثقات غير عم أبي حرب ترجمه الحسيني في "الإكمال" (ص ٦١١) والحافظ في "التعجيل" (٢/ ٦٣٨) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا, ولم يذكرا عنه راويا إلا ابن أخيه أبو حرب فهو مجهول.
الثاني: يرويه كَهْمَس بن الحسن التميمي ثنا أبو السَّلِيْل ضُرَيْب بن نُقَيْر القيسي عن أبي ذر قال: جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتلو عليّ هذه الآية {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}[الطلاق: ٢] حتى فرغ من الآية، ثم قال "يا أبا ذر، لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم" قال: فجعل يتلو بها ويرددها عليّ حتى نعست، ثم قال "يا أبا ذر، كيف تصنع إن أخرجت من المدينة؟ " قلت: إلى السعة والدعة انطلق حتى أكون حمامة من حمام مكة، قال "كيف تصنع إن أخرجت من مكة؟ " قلت: إلى السعة والدعة إلى الشام والأرض المقدسة، قال "وكيف تصنع إن أخرجت من الشام؟ " قلت: إذاً والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي، قال "أو خير من ذلك" قلت: أو خير من ذلك، قال "تسمع وتطيع وإنْ كان عبدا حبشيا".
(١) ٤/ ١٦ - ١٧ (كتاب الزكاة- باب ما أدي زكاته فليس بكنز)