وقال الذهبي: كذا قال "ابن أبي الموال" وصوابه ابن المؤمل، والحديث به يعرف، وهو من الضعفاء، لكن يرويه عن أبي الزبير عن جابر، فعلى كل حال خبر ابن المبارك فرد منكر، ما أتى به سوى سويد" سير الأعلام ٨/ ٣٤٩
وقال ابن كثير: سويد بن سعيد ضعيف، والمحفوظ عن ابن المبارك عن ابن المؤمل" البداية والنهاية ٢/ ٢٤٧
ولما قال الدمياطي: هذا على رسم الصحيح لأنّ سويدا احتج به مسلم، وعبد الرحمن بن أبي الموال احتج به البخاري.
تعقبه الحافظ فقال: وليس فيه حكم على الحديث بالصحة لما قدمناه من أنّه لا يلزم من كون الإسناد محتجا برواته في الصحيح أن يكون الحديث الذي يُروى به صحيحا لما يطرأ عليه من العلل.
وقد صرّح ابن الصلاح بهذا في مقدمة شرح مسلم فقال: من حكم لشخص بمجرد رواية مسلم عنه في صحيحه بأنّه من شرط الصحيح عند مسلم فقد غفل وأخطأ، بل ذلك يتوقف على النظر في أنّه كيف روي عنه وعلى أي وجه روي عنه.
قلت: وذلك موجود هنا فإنّ سويد بن سعيد إنما احتج به مسلم فيما توبع عليه لا فيما تفرد به.
وقد اشتد إنكار أبي زرعة الرازي على مسلم في تخريجه لحديثه فاعتذر إليه من ذلك بما ذكرناه من أنّه لم يخرج ما تفرد به، وكان سويد بن سعيد مستقيم الأمر ثم طرأ عليه العمى فتغير وحدّث في حال تغيره بمناكير كثيرة حتى قال ابن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوته. فليس ما ينفرد به على هذا صحيحا فضلا عن أن يخالف فيه غيره بل قد اختلف عليه هو في هذا الإسناد فروي عنه عن ابن المبارك عن ابن المؤمل على ما هو المشهور" النكت (١) على كتاب ابن الصلاح ١/ ٢٧٤ - ٢٧٥
وقال في "التلخيص الحبير" (٢/ ٢٦٨): سويد بن سعيد ضعيف جدا وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات، وأيضا فكان أخذه عنه قبل أن يعمى ويفسد حديثه، وكذلك أمر أحمد بن حنبل ابنه بالأخذ عنه كان قبل عماه، ولما أن عمي صار يلقن فيتلقن حتى قال ابن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوت سويدا. من شدة ما كان يذكر له عنده من المناكير. قلت: وقد خلط في هذا الإسناد وأخطأ فيه عن ابن المبارك، وإنما رواه ابن المبارك عن