للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ألا جنيت لنا من تمره" قال: يا نبي الله أحببت أن تأكل من تمره ورطبه وبسره، ولأذبحنّ لك مع هذا، قال "إن ذبحت فلا تذبحنّ ذات درِّ" فأخذ عناقا أو جديا، فذبحه، وقال لامرأته: اخبزي واعجني لنا وأنت أعلم بالخبز، فأخذ الجدي فطبخه وشوى نصفه، فلما أدرك الطعام، وضع بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فأخذ من الجدي، فجعله في رغيف، فقال "يا أبا أيوب أبلغ بهذا فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام" فذهب به أبو أيوب إلى فاطمة، فلما أكلوا وشبعوا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "خبز ولحم وتمر وبسر ورطب- ودمعت عيناه- والذي نفسي بيده إنّ هذا لهو النعيم الذي تسألون عنه، قال الله جل وعلا {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)} [التكاثر: ٨] فهذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة"

فكبر ذلك على أصحابه، فقال "بل إذا أصبتم مثل هذا فضربتم بأيديكم فقولوا: بسم الله، وإذا شبعتم فقولوا: الحمد لله الذي هو أشبعنا وأنعم علينا وأفضل، فإنّ هذا كفاف بهذا" فلما نهض قال لأبي أيوب "ائتنا غدا" وكان لا يأتي إليه أحد معروفا إلا أحبّ أن يجازيه، قال: وإنّ أبا أيوب لم يسمع ذلك، فقال عمر: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرك أن تأتيه غدا، فأتاه من الغد، فأعطاه وليدته فقال "يا أبا أيوب استوص بها خيرا، فإنا لم نر إلا خيرا ما دامت عندنا" فلما جاء بها أبو أيوب من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا أجد لوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرا من أن أعتقها، فأعتقها" اللفظ لابن حبان

وقال: خبر غريب"

وقال الطبراني: لم يروه عن عبد الله بن كيسان إلا الفضل بن موسى"

وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن كيسان المروزي وقد وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع ١٠/ ٣١٨

قلت: عبد الله بن كيسان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

ولم ينفرد به بل تابعه يونس بن عبيد البصري عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكر الحديث بنحوه إلا أنه جعل أبا الهيثم بن التيهان مكان أبي أيوب.

أخرجه أبو يعلى (١) (٢٥٠)


(١) هكذا رواه أبو يعلى عن زكريا بن يحيى، ورواه غير واحد عن زكريا بن يحيى فقالوا: عن ابن عباس سمع عمر بن الخطاب.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (١٩/ ٢٥٣ - ٢٥٤) والبيهقي في "الدلائل" (١/ ٣٦٢)
عن جعفر بن محمد الفريابي
والطبراني أيضا =

<<  <  ج: ص:  >  >>