وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبري (١١/ ١٣٧) والبيهقي في "الشعب"(٤٤٣٢) والواحدي في "الوسيط"(٢/ ٥٥٣) من طريق ابن وهب أني عمرو بن الحارث أن دراجا أبو السمح حدثه عن عبد الرحمن بن جبير عن ابن عمرو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال " {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[يُونس: ٦٤] الرؤيا الصالحة يبشر بها المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة، فمن رأى ذلك فليخبر بها وادّا، ومن رأى سوى ذلك فإنما هو من الشيطان ليحزنه، فلينفث عن يساره ثلاثا وليسكت ولا يخبر بها أحدا"
ودراج مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، والباقون ثقات.
ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه ابن لهيعة ثنا دراج به.
أخرجه أحمد (٢/ ٢١٩ - ٢٢٠)
وابن لهيعة فيه ضعف، لكن لا بأس به في المتابعات.
وأما حديث جابر بن عبد الله بن رئاب فأخرجه ابن سعد (٣/ ٥٧٤) وعبد بن حميد (١١٠٥) والبزار (كشف ٢٢١٨) والخطيب في "المتفق (٣٤٠) من طريق محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في هذه الآية {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}[يونس: ٦٤] قال "هي الرؤيا الصالحة يراها العبد أو تُرى له"
قال الهيثمي: وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو ضعيف جدا" المجمع ٧/ ٣٦
وأما حديث جابر بن عبد الله بن عمرو فله عنه طريقان:
الأول: يرويه أبو جعفر عن جابر قال: أتى رجل من أهل البادية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أخبرني عن قول الله - الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة - فقال "أما قوله {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[يُونس: ٦٤] فهي الرؤيا الصالحة تُرى للمؤمن فيبشر بها في دنياه، وأما قوله {وَفِي الْآخِرَةِ}[يونس: ٦٤] فإنها بشارة المؤمن عند الموت، إنّ الله قد غفر لك ولمن حملك إلى قبرك"
أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذكر الموت" وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو القاسم بن منده في كتاب "سؤال القبر" كما في "الدر المنثور"(٤/ ٣٧٥)
الثاني: يرويه أبو سفيان عن جابر قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قول الله {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}[يونس: ٦٤] قال "ما سألني عنها أحد: هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له، وفي الآخرة الجنة"