٤٥٨٧ - "يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون، فيقول أصحاب الطاعون: نحن شهداء، فيقال: انظروا فإن كان جراحهم كجراح الشهداء تسيل دمًا وريحا كريح المسك فهم شهداء، فيجدونهم كذلك"
قال الحافظ: أخرج أحمد بسند حسن عن عتبة بن عبد السلمي رفعه: فذكره، وله شاهد من حديث العرباض بن سارية أخرجه أحمد أيضًا والنسائي بسند حسن أيضًا بلفظ "يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا -عز وجل- في الذين ماتوا بالطاعون، فيقول الشهداء: أخواننا قتلوا كما قتلنا، ويقول الذين ماتوا على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا. فيقول الله-عز وجل-: انظروا إلى جراحهم، فإن أشبهت جراح المقتولين فإنّهم منهم، فإذا جراحهم أشبهت جراحهم" زاد الكلاباذي في "معاني الأخبار" من هذا الوجه في آخره "فيلحقون بهم"(١)
حديث عتبة بن عبد السلمي أخرجه أحمد (٤/ ١٨٥) والطبراني في "الكبير"(١٤/ ١١٨ - ١١٩) وفي "مسند الشاميين"(١٦٣٠) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن عتبة بن عبد به مرفوعا.
قال المنذري: رواه الطبراني بإسناد لا بأس به، فيه إسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين مقبولة، وهذا منها، ويشهد له حديث العرباض" الترغيب ٢/ ٣٣٨
وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن عياش وفيه كلام، وحديثه عن أهل الشام مقبول، وهذا منه" المجمع ٢/ ٣١٤
وقال الحافظ: هذا حديث حسن، رواته موثقون. وإسماعيل بن عياش وإن كان فيه مقال، لكن الجمهور على أنّ روايته عن الشاميين قوية، وهذا منها" بذل الماعون ص ١٩٦ - ١٩٧.
قلت: رواته ثقات لكن لا أدري أسمع شريح بن عبيد من عتبة بن عبد أم لا، فإنّه لم يذكر سماعا منه، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه، وقد اطلعت على رواياته عن عتبة بن عبد في مسند أحمد وفي معجم الطبراني الكبير فلم أره صرّح بالسماع في شيء منها، بل رأيت في مسند أحمد (٤/ ١٨٥) حديثا بهذا الإسناد وذكر فيه بين شريح بن عبيد وبين عتبة بن عبد رجلًا مما يقوي أنّه لم يسمع منه، والله أعلم.
وأما حديث العرباض بن سارية فأخرجه أحمد (٤/ ١٢٨ - ١٢٩) والطبراني في
(١) ١٢/ ٣٠٣ (كتاب الطب- باب أجر الصابر على الطاعون)