المنزلة التي أنزلهم بها، بل غيرهم" قالوا: يا رسول الله، الشهداء الذين استشهدوا مع الأعداء، قال "هم كذلك، ويحق لهم، وما يمنعهم وقد كرمهم الله بالشهادة مع الأنبياء، بل غيرهم" قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال "أقوام في أصلاب الرجال يأتون من بعدي، يؤمنون بي، ولم يروني، ويصدقون بي ولم يروني، يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا"
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (٢٠/ ٢٤٨) من طريق الطيالسي عن مُحَمَّدْ بن أبي حميد به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل مُحَمَّدْ ضعفوه"
وقال الحافظ: وغلط - أي الحاكم - لأجل مُحَمَّدْ بن أبي حميد"
وقال أيضا: هذا حديث غريب، ومحمد بن أبي حميد ضعيف عند الجمهور إلا أنّ أحمد بن صالح قواه. وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين، ومع ضعفه يكتب حديثه" (١)
وقال البوصيري: مدار إسناد الحديث على مُحَمَّدْ بن أبي حميد وهو ضعيف" مختصر إتحاف السادة ١/ ٧٧
قلت: ولم ينفرد به بل تابعه يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال: فذكر نحوه.
أخرجه البزار (٢٨٩) والعقيلي (٤/ ٢٣٨) من طريق المنهال بن بحر القشيري ثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير به.
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه، وحديث المنهال بن بحر عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر، إنما يرويه الحفاظ الثقات عن هشام عن يحيى عن زيد بن أسلم عن عمر مرسلا.
وإنما يعرف هذا الحديث من حديث مُحَمَّدْ بن أبي حميد، ومحمد رجل من أهل المدينة ليس بقوي، قد حدث عنه جماعة ثقات واحتملوا حديثه"
وقال العقيلي: وهذا الحديث إنما يعرف بمحمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم وليس بمحفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير، ولا يتابع منهال عليه أحد"
(١) وقال في "المطالب": مُحَمَّدْ ضعيف الحديث، سيئ الحفظ.