قلت: منهال بن بحر وثقه أبو حاتم وابن حبان، وكذا من فوقه كلهم ثقات، إلا أنّ يحيى بن أبي كثير مدلس ولم يذكر سماعا من زيد بن أسلم.
وللحديث شاهد من حديث ابن عمرو ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي جمعة
فأما حديث ابن عمرو فأخرجه الحسن بن عرفة (١٩) عن إسماعيل بن عياش عن المغيرة بن قيس التميمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أيّ الخلق أعجب إليكم إيمانا؟ " قالوا: الملائكة، قال "وما لهم لا يؤمنون، وهم عند ربهم عز وجل" قالوا: فالنبيون، قال "وما لهم لا يؤمنون، والوحي ينزل عليهم" قالوا: فنحن، قال "وما لكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم، ألا إنّ أعجب الخلق إليّ إيمانا لقوم يكونون من بعدكم، يجدون صحفا فيها كتب، يؤمنون بما فيها"
ومن طريقه أخرجه اللالكائي في "السنة"(١٦٧٠ و ١٦٧١) والبيهقي في "الدلائل"(٦/ ٥٣٨) والخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(٥٦) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(٤٨) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(٥١١) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(٢/ ٣٨ - ٣٩)
وقال: هذا حديث غريب، ومغيرة بن قيس بصري قال أبو حاتم: منكر الحديث. وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذا منها, لكنّه يعتضد بالذي قبله"
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (٢/ ٥٣١ - ٥٣٢) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص ٤٠٤) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (١/ ٣٠٨ - ٣٠٩) واللالكائي (١٦٦٩) من طريق خالد بن يزيد العمري ثنا سفيان الثوري عن مالك بن مِغْول عن طلحة بن مصرِّف عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه "أيّ شيء أعجب إيمانا؟ " قيل: الملائكة، قال "كيف وهم في السماء يرون من الله ما لا ترورن" قيل: فالأنبياء، قال "كيف وهم يأتيهم الوحي" قالوا: فنحن، قال "{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ}[آل عِمرَان: ١٠١] الآية. ولكن قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني، أولئك أعجب إيمانا، وأولئك هم إخواني وأنتم أصحابى"
خالد بن يزيد العمري كذبه ابن معين وأبو حاتم، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات.
والصحيح مرسل.
قال أحمد بن عبد الجبار العطاردي: ثنا يونس بن بكير عن مالك بن مغول عن طلحة عن أبي صالح أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال، مرسل.