روي من حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث مجاهد مرسلاً
فأما حديث ابن عباس فيرويه غير واحد عن محمد بن كعب القرظى عن ابن عباس مرفوعاً قال: فذكر حديثاً طويلاً وفيه: ولا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث ...
وقد تقدم الكلام على هذا الحديث في المجموعة الأولى في حرف الواو عند حديث: "ولا تستروا الجدر بالثياب".
وتكلمت عليه في تحقيقي لكتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي عند حديث: "خير المجالس ما استقبل به القبلة"
وأضيف هنا أنّ أبا داود أخرج الحديث (٦٩٤) من طريق عبد الله بن يعقوب بن إسحاق المدني عمن حدثه عن محمد بن كعب القرظي ثني ابن عباس رفعه: "لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث"
ومن طريقه أخرجه البيهقي (٢/ ٢٧٩)
وقال: وهذا أحسن ما روي في هذا الباب، وهو مركسل. ورواه هشام بن زياد أبو المقدام عن محمد بن كعب وهو متروك"
وقال في "معرفة السنن" (٣/ ١٩٨): وهذا أمثل ما ورد فيه، وهو مرسل من قِبَل محمد بن كعب، ويذكر من أوجه كلها ضعيف"
وقال الخطابي: هذا حديث لا يصح لضعف سنده، وعبد الله بن يعقوب لم يسم من حدثه عن محمد بن كعب، وإنما رواه عن محمد بن كعب رجلان كلاهما ضعيفان: تمام بن بَزِيع وعيسى بن ميمون" معالم السنن
وقال ابن القطان الفاسي: لم يصح للجهل براويين من رواته: عبد الله بن يعقوب لا يعرف أصلاً، وكذلك عبد الملك بن محمد بن أيمن" الوهم والإيهام ٣/ ٥٠
وذكره النووي في "الخلاصة" (١/ ٥٢٧) في فصل الضعيف وقال: اتفقوا على ضعفه، وفي إسناده مجهول"
وأما حديث ابن عمر فيرويه محمد بن غالب الأنطاكي عن أبان بن سفيان المقدسي ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يصلي الإنسان إلى نائم أو متحدث.
أخرجه الجورقاني في "الأباطيل" (٤٢٤)
وقال: هذا حديث باطل، تفرد به أبان بن سفيان، وهو كذاب لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار"