وقال ابن حبان: هذا الخبر موضوع وكيف ينهى المصطفى -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة إلى النائم وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يصلي بالليل وعائشة معترضة بينه وبين القبلة. لا يجوز الاحتجاج بأبان بن سفيان هذا والرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار للخواص" المجروحين ١/ ٩٩
وتعقبه الذهبي في "الميزان" فقال: قلت: حكمك عليه بالوضع بمجرد ما أبديت حكم فيه نظر"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، تفرد به أبان بن سفيان وهو كذاب، وقال الدارقطني: متروك" العلل ١/ ٤٣٤
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٥٢٤٢) عن محمد بن الفضل السَّقَطِي ثنا سهل بن صالح الأنطاكي ثنا شجاع بن الوليد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه: "نُهيت أن أصلي خلف المتحدثين والنيام"
وقال: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو إلا شجاع بن الوليد، تفرد به سهل بن صالح"
وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عمرو بن علقمة واختلف في الاحتجاج به"
قلت: سهل بن صالح وشجاع بن الوليد ومحمد بن عمرو صدوقون، ومحمد بن الفضل وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ثقتان، فالإسناد حسن.
وأما حديث مجاهد فله عنه طريقان:
الأول: يرويه ليث بن أبي سليم عن مجاهد يرفعه: "لا يأتم بنائم ولا متحدث"
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٢٥٧) عن إسماعيل بن علية عن ليث به.
وإسناده ضعيف لضعف ليث.
الثاني: يرويه أبو أمية عبد الكريم بن أبي المُخَارق عن مجاهد يرفعه: "نُهيت أن أصلي خلف النيام والمتحدثين"
أخرجه عبد الرزاق (٢٤٩١) عن سفيان بن عيينة عن عبد الكريم به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٢٥٧) عن وكيع ثنا سفيان -هو الثوري- عن عبد الكريم به.
إسناده ضعيف لضعف عبد الكريم.
قال ابن المنذر: هذا خبر واه، عبد الكريم قال ابن معين: ضعيف، قال أيوب: ليس بثقة، قال ابن معين: ثنا هشام بن يوسف عن معمر قال: قال لي أيوب: عبد الكريم غير ثقة فلا تحمل عنه.