عند حديث:"إنّ الميت ليسمع خَقْق نعالهم إذا ولوا مدبرين" وفي حرف العين عند حديث: "عذاب القبر"
الثالث: يرويه محمد بن عمرو بن عطاء القرشي عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة مرفوعاً: "الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل الصالح قال: أخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب. أخرجي حميدة، وأبشري برَوْح وريحان وربِّ غيرِ غضبان، قال: فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء، فيفتح لها، فيقال: من هذا؟ فيقولون: فلان، فيقولون: مرحباً بالنفس الطيبة، كانت في الجسد الطيب. ادخلي حميدة، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان. قال: فلا يزال يقال لها ذلك حتى يُنتهى بها إلى السماء التي فيها الله تبارك وتعالى.
فإذا كان الرجل السوء قال: أخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث. أخرجه ذميمة، وأبشري بـ -حميم وغساق. وآخر من شكله أزواج- قال: فلا تزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء فيقال: من هذا؟ فيقال: هذا فلان، فيقال: لا مرحباً بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، أخرجي ذميمة فإنا لا نفتح لك أبواب السماء، فترسل من السماء ثم تصير إلى القبر.
فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشعوف، فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: كنت في الإِسلام، فيقال: ما هذا الرجل؟ فيقول: محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه، فيقال: هل رأيت الله؟ فيقول: ما ينبغي لأحد أن يرى الله، فتفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً، فيقال له: انظر إلى ما وقال الله، ثم تفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال: هذا مقعدك، ويقال له: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء.
ويجلس الرجل السوء في قبره فزعًا مشغوفًا، فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولاً فقلته. فيفرج قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك. ثم تفرج له فرجة إلى النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً، فيقال له: هذا مقعدك. على الشك كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله"
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(مختصر الإتحاف ٢١٧٦) عن شبابة بن سوّار المدائني عن ابن أبا ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء به.