للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقمت مكاني قائماً على رؤوسهما كذلك حتى أصبحتُ. اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فَافْرِج عنا. قال: فزال -أو كلمة نحوها- ثلث الحجر انفراجاً، قالوا للآخرة ايهاً -أي قل-. قال: فقال الثاني: اللهم إن كنت تعلم أني أحببت ابنة عم لي حُبّاً شديداً وإني -أحسبه قال- خطبتها إلى أهلها فمنعونيها، حتى جعلت لها ما رضيت به بيني وبينها، ثم دعوت بها فخلوت بها، فقعدت منها مقعد الرجل من المرأة، فقالت: لا يحلُّ لك أن تفُتَّ الخاتم إلا بحقه، فانقبضت إليَّ نفسي، ووفرت حقَّها عليها ونفسها. اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فَافْرِجْ عنا. قال: فزال -أو كلمة نحوها- انفراجاً. وقالوا للثالث: إيها -أي: قل-، قال الثالث: اللهم إن كنت تعلم أني عمل لي عامل على صاعٍ من طعام، فانطلق العامل ولم يأخذ صاعه، فاحتبس عليَّ طويلاً من الدهر، وإني عمدت على صاعه أحرثه، حتى اجتمع من ذلك الصاع بقر كثير، وشاء كثير، ومال كثير، وإنّ ذلك العامل أتاني بعد زمان يطلب الصاع من الطعام، وإني قلت له: إن صاعك ذلك من الطعام قد صار مالاً كثيراً، وشاءاً كثيراً، وبقراً كثيراً، فخذ هذا كله، فإنه من ذلك الصاع. فقال لي: أتسخر؟ قلت له: لا والله، ولكنه الحق، فانطلق به يسوق المال أجمع، اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا، فانفلق الحجر فوقع وخرجوا يتماشون"

أخرجه البزار (كشف ١٨٦٦) عن يحيى بن حبيب بن عربي البصري ثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت عوفاً به.

وأخرجه أبو سعيد النقاش في "فنون العجائب" (٤٨) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا يحيى بن حبيب به.

قال البزار: لا نعلم رواه عن عوف عن خلاس إلا المعتمر"

قلت: رواته ثقات، وخلاس هو ابن عمرو الهَجَري، قال أحمد: لم يسمع خلاس من أبي هريرة شيئاً.

الثاني: يرويه عمران بن دَاوَر القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة، قال: قال رسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم، فأصابتهم السماء، فلجؤوا إلى جبل، فوقعت عليهم صخرة، فقال بعضهم لبعض: عفا الأثر، ووقع الحجر، ولا يعلم مكانكم إلا الله؛ ادعوا الله بأوثق أعمالكم.

فقال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني، فطلبتها، فأبت علي، فجعلت لها جعلاً، فلما قَرَّبَتْ نفسها، تركتها، فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك، وخشية عذابك، فافرج عنا، فزال ثلث الجبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>