وقال: وفي حديث هند بن أبي هالة في صفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند الترمذي وغيره: فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره.
وقال: وفي حديث هند بن أبي هالة الذي أخرجه الترمذي في صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنَّ فيه أنه كان شثن الكفين والقدمين أي غليظهما في خشونة.
وهكذا وصفه علي من عدة طرق عنه عند الترمذي والحاكم وابن أبي خيثمة وغيرهم. وكذا في صفة عائشة له عند ابن أبي خيثمة" (١)
حديث هند بن أبي هالة له عنه طريقان:
الأول: يرويه الحسن بن علي بن أبي طالب عن هند بن أبي هالة، وعن الحسن بن علي غير واحد، منهم:
١ - ابن لأبي هالة التميمي.
قال ابن سعد (١/ ٤٢٢ - ٤٢٣) ويعقوب بن سفيان (البداية والنهاية ٦/ ٣١) والحربي في "الغريب" (١/ ٤٢ و٢/ ٨٥٩): أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسَّان النَّهْدي، أخبرنا جُميع بن عمر بن عبد الرحمن العِجلي، حدثني رجل بمكة عن ابن لأبي هالة التميمي عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي، وكان وصّافاً، عن حلية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئاً أتعلق به، فقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فخماً مفخّماً، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذّب، عظيم الهامة، رَجِل الشعر إن انفرقت عقيصته فرق وإلا فلا، يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفّره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزجّ الحواجب سوابغ في غير قُرُن، بينهما عرق يُديره الغضب، أقنى العِرْنين، له نور تعلوه يحسِبه من لم يتأمله أشمّ، كثّ اللحية، ضليع الفم، مفلّج الأسنان، دقيق المَسرُبة، كأنّ عُنُقَه جِيد دُمية في صفاء الفضة، معتدل الخَلق، بادن متماسك، سَواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللّبّة والسرة بشعر يجري كالخطّ، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، سبط القَصَب، شثن الكفّين والقدمين، سائل الأطراف، خُمْصان الأخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قَلْعاً، يخطو تكفّؤاً، ويمشي هَوْناً، ذريع