الثاني: يرويه يعقوب التيمي عن عبد الله بن عباس أنه قال لهند بن أبي هالة التميمي وكان صادقاً وكان وصافاً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: صف لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلعلك أن تكون أثبتنا به معرفة، قال: كان بأبي هو وأمي طويل الصمت, دائم الفكر، متواتر الأحزان، إذا تكلم تكلم بجوامع الكلم فصل ولا تقصير، إذا حدث أعاد، وإذا وعظ جد وماد، وإذا خولف أعرض وأشاح، يتروح إلى حديث أصحابه، يعظم النعمة وإن دقَّت، ولا يذم ذوَّاقاً، ويبسم عن مثل حب الغمام.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(١٢٣٠ و١٢٣١) وأبو نعيم في "الصحابة"(٦٥٥٤) وابن بشران (١٠٢٠) وابن عساكر (١/ ٢٨٧ - ٢٨٨) من طرق عن أبي بشر إسماعيل بن مسلمة بن قَعْنَب المدني ثني إسحاق بن صالح المخزومي عن يعقوب التيمي به.
قال ابن عساكر: هذا حديث غريب من حديث ابن عباس عن هند"
قلت: وإسحاق بن صالح ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكر عنه راوياً إلا إسماعيل بن مسلمة، فهو مجهول.
ويعقوب أظنه ابن أبي سلمة الماجشون، والله أعلم.
وحديث علي تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث "كان أبيض مُشرباً بياضه بحمرة"
وحديث عائشة تقدم الكلام عليه أيضاً في حرف اللام فانظر حديث "لم يكن أحد يماشيه من الناس ... "
٧٦٦ - (٥٥٦٠) قال الحافظ: وفي حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس في صفة النبي -صلى الله عليه وسلم-: رجل بين رجلين جسمه ولحمه أحمر. وفي لفظ: أسمر إلى البياض، أخرجه أحمد، وسنده حسن.
وقال: وفي حديث يزيد الفارسي المتقدم قريباً عن ابن عباس: جميل دوائر الوجه قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحره" (١)