للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٥١ - (٥٦٤٥) قال الحافظ: ووقع للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر في سفرهم ذلك قضايا، منها: نزولهم بخيمتي أم معبد، وقصتها أخرجها ابن خزيمة والحاكم مطولة" (١)

رويت قصة أم معبد من حديث حبيش بن خالد ومن حديث أبي معبد الخزاعي ومن حديث سليط الأنصاري ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث قيس بن النعمان ومن حديث أسماء بنت أبي بكر

فأما حديث حبيش بن خالد فيرويه حزام بن هشام بن حبيش بن خالد بن خويلد بن ربيعة الخزاعي القُدَيدي عن أبيه واختلف عن حزام:

- فقال غير واحد: عن حزام بن هشام عن أبيه عن جده أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حين أُخْرجَ من مكة مهاجراً إلى المدينة، هو وأَبو بكر، ومولى أبي بكر: عامر بن فُهَيْرَةَ، ودليلهما اللَّيثيُّ: عبد الله بن الأرُيْقَط، مَرُّوا على خَيْمَتي أُمّ مَعبد الخُزَاعِية -وكانت بَرْزَةً جلدة تحتبي بفناء القبة، ثم تسقي وتطعم، فسألوها لحماً، وتمراً، ليشتروه منها، فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك، وكان القوم مُرْمِلين مُسْنِتِين. فقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزناكم نَحْرَها. فنظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى شاة في كِسْر الخيمة، فقال: "ما هذه الشاة يا أم معبد؟ " قالت: شاة خلَّفها الجهد عن الغنم. قال: "أبها من لبن؟ " قالت: هي أجهد من ذلك. قال "أتأذنين لي أن أحلبها" قالت: بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلباً فاحلبها. فدعا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمسح بيده ضرعها، وسمى الله تعالى، ودعا لها في شاتها، فَتَفَاجَّتْ عليه ودرَّت واجترَّت. ودعا بإناء يُرْبِضُ الرهط، فحلب فيه ثجاً حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب آخرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم أرَاضُوا، ثم حلب فيه ثانياً بعد بدء حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها، ثم بايعها، وارتحل عنها. فقلَّ ما لبثتْ حتى جاءها زوجها أبو معبد يسوق أعنزاً عِجَافاً يَتَسَاوَكن هُزْلاً ضُحاً، مُخُّهُنَّ قليل.

فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد، والشاء عازب حِيَالٌ، ولا حَلوب في البيت؟

فقالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا. قال: صفيه لي يا أم معبد. قالت: رأيت رجلاً ظاهرَ الوضاءة، أبلجَ الوجه، حسنَ الخَلق، لم تَعِبْه نُحْلة، ولم تُزْرِ به صَعْلة، وسيم قسيمٌ، في عينه دَعَجٌ، وفي أشفاره غَطَفٌ، وفي صوته صَهَلٌ، وفي عنقه سَطَعٌ، وفي لحيته كَثاثةٌ، أَزَجُّ أقرن. إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه


(١) ٨/ ٢٥٢

<<  <  ج: ص:  >  >>